You are here

38vs22

إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ

Ith dakhaloo AAala dawooda fafaziAAa minhum qaloo la takhaf khasmani bagha baAAduna AAala baAAdin faohkum baynana bialhaqqi wala tushtit waihdina ila sawai alssirati

Yoruba Translation

Hausa Translation

A lõkacin da suka shiga ga Dãwũda, sai ya firgita daga gare su. Suka ce: &quotKada kaji tsõro, masu husuma biyu ne sãshenmu ya zãlunci sãshe. Sabõda haka, ka yi hakunci a tsakãninmu da gaskiya. Kada ka ƙħtare haddi kuma ka shiryar da mu zuwa, ga tsakar hanya.&quot

When they entered the presence of David, and he was terrified of them, they said: "Fear not: we are two disputants, one of whom has wronged the other: Decide now between us with truth, and treat us not with injustice, but guide us to the even Path..
When they entered in upon Dawood and he was frightened at them, they said: Fear not; two litigants, of whom one has acted wrongfully towards the other, therefore decide between us with justice, and do not act unjustly, and guide us to the right way.
How they burst in upon David, and he was afraid of them. They said: Be not afraid! (We are) two litigants, one of whom hath wronged the other, therefor judge aright between us; be not unjust; and show us the fair way.

Asbabu n-Nuzuul (Occasions of Revelation)

The Story of the Two Litigants

Allah tells,

وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ ﴿٢١﴾

إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ ...

And has the news of the litigants reached you? When they climbed over the wall into (his) Mihrab (private chamber of worship); When they entered in upon Dawud,

In discussing this passage, the scholars of Tafsir mention a story which is mostly based upon Isra'iliyat narrations. Nothing has been reported about this from the Infallible Prophet that we could accept as true. But Ibn Abi Hatim narrated a Hadith whose chain of narration cannot be regarded as Sahih because it is reported by Yazid Ar-Raqashi from Anas, may Allah be pleased with him. Although Yazid was one of the righteous, his Hadiths are regarded as weak by the Imams. So, it is better to speak briefly of this story and refer knowledge of it to Allah, may He be exalted. For the Qur'an is true and what it contains is also true.

... فَفَزِعَ مِنْهُمْ ...

he was terrified of them.

This was because he was in his Mihrab (private chamber). That was the noblest part of his house, where he commanded that no one should enter upon him that day. So, he did not realize that these two people had climbed the fence surrounding his Mihrab (private chamber) to ask him about their case.

... قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ ﴿٢٢﴾

إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا ...

They said: "Fear not! (We are) two litigants, one of us has wronged the other, therefore judge between us with truth, and treat us not with injustice, and guide us to the right way.

Verily, this my brother (in religion) has ninety-nine ewes, while I have (only) one ewe, and he says: "Hand it over to me,

... وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿٢٣﴾

and he overpowered me in speech.

means, `he defeated me.'

قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ...

(Dawud) said: "He has wronged you in demanding your ewe in addition to his ewes. And, verily, many partners oppress one another, except those who believe and do righteous good deeds, and they are few.''

... وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ...

And Dawud guessed that We have tried him

Ali bin Abi Talhah reported that Ibn Abbas said that this means,

"We tested him.''

... فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ...

and he sought forgiveness of his Lord,

... وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴿٢٤﴾

and he fell down prostrate and turned (to Allah) in repentance.

قد ذكر المفسرون ههنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه ولكن روى ابن أبي حاتم هنا حديثا لا يصح سنده لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس رضي الله عنه ويزيد وإن كان من الصالحين لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة وأن يرد علمها إلى الله عز وجل فإن القرآن حق وما تضمن فهو حق أيضا وقوله تعالى " ففزع منهم " إنما كان ذلك لأنه كان في محرابه وهو أشرف مكان في داره وكان قد أمر أن لا يدخل عليه أحد ذلك اليوم فلم يشعر إلا بشخصين قد تسورا عليه المحراب أي احتاطا به يسألانه عن شأنهما وقوله عز وجل " وعزني في الخطاب " أي غلبني يقال عز يعز إذا قهر وغلب وقوله تعالى " وظن داود أنما فتناه " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أي اختبرناه وقوله تعالى " وخر راكعا " أي ساجدا " وأناب " ويحتمل أنه ركع أولا ثم سجد بعد ذلك وقد ذكر أنه استمر ساجدا " أربعين صباحا " فغفرنا له ذلك أي ما كان منه مما يقال فيه إن حسنات الأبرار سيئات المقربين وقد اختلف الأئمة في سجدة ص هل هي من عزائم السجود ؟ على قولين الجديد من مذهب الشافعي رضي الله عنه أنها ليست من عزائم السجود بل هي سجدة شكر والدليل على ذلك ما رواه الإمام أحمد حيث قال حدثنا إسماعيل هو ابن علية عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في السجدة في ص ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها ورواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي في تفسيره من حديث أيوب به وقال الترمذي حسن صحيح وقال النسائي أيضا عند تفسير هذه الآية أخبرني إبراهيم بن الحسن هو المقسمي حدثنا حجاج بن محمد عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال " سجدها داود عليه الصلاة والسلام توبة ونسجدها شكرا " تفرد بروايته النسائي ورجال إسناده كلهم ثقات وقد أخبرني شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو إسحاق المدرجي أخبرنا زاهر بن أبي طاهر الثقفي حدثنا زاهر بن أبي طاهر الشحامي أخبرنا أبو سعيد الكنجدروذي أخبرنا الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ أخبرنا أبو العباس السراج حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن يزيد ابن خنيس عن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال : قال لي ابن جريج يا حسن حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما فقال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رأيت فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فقرأت السجدة فسجدت فسجدت الشجرة بسجودي فسمعتها تقول وهي ساجدة : اللهم اكتب لي بها عندك أجرا واجعلها لي عندك ذخرا وضع بها عني وزرا واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود قال ابن عباس رضي الله عنهما فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قام فقرأ السجدة ثم سجد فسمعته يقول وهو ساجد كما حكى الرجل من كلام الشجرة رواه الترمذي عن قتيبة وابن ماجه عن أبي بكر بن خلاد كلاهما عن محمد بن يزيد بن خنيس نحوه وقال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقال البخاري عند تفسيرها أيضا حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن العوام قال سألت مجاهدا عن سجدة ص فقال : سألت ابن عباس رضي الله عنهما من أين سجدت فقال أوما تقرأ " ومن ذريته داود وسليمان " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " فكان داود عليه الصلاة والسلام ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتدي به فسجدها داود عليه الصلاة والسلام فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا يزيد بن زريع حدثنا حميد حدثنا بكر هو ابن عبد الله المزني أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه رأى رؤيا أنه يكتب ص فلما بلغ إلى الآية التي يسجد بها رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا قال فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل يسجد بها بعد تفرد به أحمد وقال أبو داود حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر " ص " فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود فقال صلى الله عليه وسلم " إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم " فنزل وسجد تفرد به أبو داود وإسناده على شرط الصحيح .

"إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف" نحن "خصمان" نحن خصمان قيل فريقان ليطابق ما قبله من ضمير الجمع وقيل اثنان والضمير بمعناهما والخصم يطلق على الواحد وأكثر وهما ملكان جاءا في صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام على ما وقع منه وكان له تسع وتسعون امرأة وطلب امرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخل بها "بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط" تجر "واهدنا" أرشدنا "إلى سواء الصراط" وسط الطريق الصواب

جاءت " إذ " مرتين ; لأنهما فعلان . وزعم الفراء : أن إحداهما بمعنى لما . وقول آخر أن تكون الثانية مع ما بعدها تبيينا لما قبلها . قيل : إنهما كانا إنسيين ; قاله النقاش . وقيل : ملكين ; قاله جماعة . وعينهما جماعة فقالوا : إنهما جبريل وميكائيل . وقيل : ملكين في صورة إنسيين بعثهما الله إليه في يوم عبادته . فمنعهما الحرس الدخول , فتسوروا المحراب عليه , فما شعر وهو في الصلاة إلا وهما بين يديه جالسين ; وهو قوله تعالى : " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " أي علوا ونزلوا عليه من فوق المحراب ; قاله سفيان الثوري وغيره . وسبب ذلك ما حكاه ابن عباس أن داود عليه السلام حدث نفسه إن ابتلي أن يعتصم . فقيل له : إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك . فأخذ الزبور ودخل المحراب ومنع من الدخول عليه , فبينا هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر كأحسن ما يكون من الطير , فجعل يدرج بين يديه . فهم أن يتناوله بيده , فاستدرج حتى وقع في كوة المحراب , فدنا منه ليأخذه فطار , فاطلع ليبصره فأشرف على امرأة تغتسل , فلما رأته غطت جسدها بشعرها . قال السدي : فوقعت في قلبه . قال ابن عباس : وكان زوجها غازيا في سبيل الله وهو أوريا بن حنان , فكتب داود إلى أمير الغزاة أن يجعل زوجها في حملة التابوت , وكان حملة التابوت إما أن يفتح الله عليهم أو يقتلوا , فقدمه فيهم فقتل , فلما انقضت عدتها خطبها داود , واشترطت عليه إن ولدت غلاما أن يكون الخليفة بعده , وكتبت عليه بذلك كتابا , وأشهدت عليه خمسين رجلا من بني إسرائيل , فلم تستقر نفسه حتى ولدت سليمان وشب , وتسور الملكان وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه . ذكره الماوردي وغيره . ولا يصح . قال ابن العربي : وهو أمثل ما روي في ذلك . قلت : ورواه مرفوعا بمعناه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن يزيد الرقاشي , سمع أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن داود النبي عليه السلام حين نظر إلى المرأة فهم بها قطع على بني إسرائيل بعثا وأوصى صاحب البعث فقال : إذا حضر العدو قرب فلانا وسماه , قال فقربه بين يدي التابوت - قال - وكان ذلك التابوت في ذلك الزمان يستنصر به فمن قدم بين يدي التابوت لم يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش الذي يقاتله فقدم فقتل زوج المرأة ونزل الملكان على داود فقصا عليه القصة ) . وقال سعيد عن قتادة : كتب إلى زوجها وذلك في حصار عمان مدينة بلقاء أن يأخذوا بحلقة الباب , وفيه الموت الأحمر , فتقدم فقتل . وقال الثعلبي قال قوم من العلماء : إنما امتحن الله داود بالخطيئة ; لأنه تمنى يوما على ربه منزلة إبراهيم وإسحاق ويعقوب , وسأله أن يمتحنه نحو ما امتحنهم , ويعطيه نحو ما أعطاهم . وكان داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام , يوم يقضي فيه بين الناس , ويوم يخلو فيه بعبادة ربه , ويوم يخلو فيه بنسائه وأشغاله . وكان يجد فيما يقرأ من الكتب فضل إبراهيم وإسحاق ويعقوب . فقال : يا رب إن الخير كله قد ذهب به آبائي , فأوحى الله تعالى إليه : إنهم ابتلوا ببلايا لم يبتل بها غيرهم فصبروا عليها ; ابتلي إبراهيم بنمروذ وبالنار وبذبح ابنه , وابتلي إسحاق بالذبح , وابتلي يعقوب بالحزن على يوسف وذهاب بصره , ولم تبتل أنت بشيء من ذلك . فقال داود عليه السلام : فابتلني بمثل ما ابتليتهم , وأعطني مثل ما أعطيتهم , فأوحى الله تعالى إليه : إنك مبتلى في شهر كذا في يوم الجمعة . فلما كان ذلك اليوم دخل محرابه وأغلق بابه , وجعل يصلي ويقرأ الزبور . فبينا هو كذلك إذ مثل له الشيطان في صورة حمامة من ذهب , فيها من كل لون حسن , فوقف بين رجليه , فمد يده ليأخذها فيدفعها لابن له صغير , فطارت غير بعيد ولم تؤيسه من نفسها , فامتد إليها ليأخذها فتنحت , فتبعها فطارت حتى وقعت في كوة , فذهب ليأخذها فطارت ونظر داود يرتفع في إثرها ليبعث إليها من يأخذها , فنظر امرأة في بستان على شط بركة تغتسل ; قاله الكلبي . وقال السدي : تغتسل عريانة على سطح لها ; فرأى أجمل النساء خلقا , فأبصرت ظله فنفضت شعرها فغطى بدنها , فزاده إعجابا بها . وكان زوجها أوريا بن حنان , في غزوة مع أيوب بن صوريا ابن أخت داود , فكتب داود إلى أيوب أن ابعث بأوريا إلى مكان كذا وكذا , وقدمه قبل التابوت , وكان من قدم قبل التابوت لا يحل له أن يرجع وراءه حتى يفتح الله عليه أو يستشهد . فقدمه ففتح له فكتب إلى داود يخبره بذلك . قال الكلبي : وكان أوريا سيف الله في أرضه في زمان داود , وكان إذا ضرب ضربة وكبر كبر جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله , وكبرت ملائكة السماء بتكبيره حتى ينتهي ذلك إلى العرش , فتكبر ملائكة العرش بتكبيره . قال : وكان . سيوف الله ثلاثة ; كالب بن يوفنا في زمن موسى , وأوريا في زمن داود , وحمزة بن عبد المطلب في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما كتب أيوب إلى داود يخبره أن الله قد فتح على أوريا كتب داود إليه : أن ابعثه في بعث كذا وقدمه قبل التابوت ; ففتح الله عليه , فقتل في الثالث شهيدا . فتزوج داود تلك المرأة حين انقضت عدتها . فهي أم سليمان بن داود . وقيل : سبب امتحان داود عليه السلام أن نفسه حدثته أنه يطيق قطع يوم بغير مقارفة شيء . قال الحسن : إن داود جزأ الدهر أربعة أجزاء ; جزءا لنسائه , وجزءا للعبادة , وجزءا لبني إسرائيل يذاكرونه ويذاكرهم ويبكونه و يبكيهم , ويوما للقضاء . فتذاكروا هل يمر على الإنسان يوم لا يصيب فيه ذنبا ؟ فأضمر داود أنه يطيق ذلك ; فأغلق الباب على نفسه يوم عبادته , وأمر ألا يدخل عليه أحد , وأكب على قراءة الزبور , فوقعت حمامة من ذهب بين يديه . وذكر نحو ما تقدم . قال علماؤنا : وفي هذا دليل على أنه ليس على الحاكم أن ينتصب للناس كل يوم , وأنه ليس للإنسان أن يترك وطء نسائه وإن كان مشغولا بالعبادة . وقد مضى هذا المعنى في [ النساء ] . وحكم كعب بذلك في زمن عمر بمحضره رضي الله عنهما . وقد قال عليه السلام لعبد الله بن عمر : ( إن لزوجك عليك حقا . .. ) الحديث . وقال الحسن أيضا ومجاهد : إن داود عليه السلام قال لبني إسرائيل حين استخلف : والله لأعدلن بينكم , ولم يستثن فابتلي بهذا . وقال أبو بكر الوراق : كان داود كثير العبادة فأعجب بعمله وقال : هل في الأرض أحد يعمل كعملي . فأرسل الله إليه جبريل ; فقال : إن الله تعالى يقول لك : أعجبت بعبادتك , والعجب يأكل العبادة كما تأكل النار الحطب , فإن أعجبت ثانية وكلتك إلى نفسك . قال : يا رب كلني إلى نفسي سنة . قال : إن ذلك لكثير . قال : فشهرا . قال : إن ذلك لكثير . قال : فيوما . قال : إن ذلك لكثير . قال : يا رب فكلني إلى نفسي ساعة . قال : فشأنك بها . فوكل الأحراس , ولبس الصوف , ودخل المحراب , ووضع الزبور بين يديه ; فبينما هو في عبادته إذ وقع الطائر بين يديه , فكان من أمر المرأة ما كان . وقال سفيان الثوري : قال داود ذات يوم : يا رب ما من يوم إلا ومن آل داود لك فيه صائم , وما من ليلة إلا ومن آل داود لك فيها قائم . فأوحى الله إليه : يا داود منك ذلك أو مني ؟ وعزتي لأكلنك إلى نفسك . قال : يا رب اعف عني . قال : أكلك إلى نفسك سنة . قال : لا بعزتك . قال : فشهرا . قال : لا بعزتك . قال : فأسبوعا . قال : لا بعزتك . قال : فيوما . قال : لا بعزتك . قال : فساعة . قال : لا بعزتك . قال : فلحظة . فقال له الشيطان : وما قدر لحظة . قال : كلني إلى نفسي لحظة . فوكله الله إلى نفسه لحظة . وقيل له : هي في يوم كذا في وقت كذا . فلما جاء ذلك اليوم جعله للعبادة , ووكل الأحراس حول مكانه . قيل : أربعة آلاف . وقيل : ثلاثين ألفا أو ثلاثة وثلاثين ألفا . وخلا بعبادة ربه , ونشر الزبور بين يديه , فجاءت الحمامة فوقعت له , فكان من أمره في لحظته مع المرأة ما كان . وأرسل الله عز وجل إليه الملكين بعد ولادة سليمان , وضربا له المثل بالنعاج ; فلما سمع المثل ذكر خطيئته فخر ساجدا أربعين ليلة على ما يأتي . قال ابن العربي : فإن قيل كيف لم يأمر بإخراجهما إذ قد علم مطلبهما , وهلا أدبهما وقد دخلا عليه بغير إذن ؟ فالجواب عليه من أربعة أوجه : الأول : أنا لم نعلم كيفية شرعه في الحجاب والإذن , فيكون الجواب بحسب تلك الأحكام وقد كان ذلك في ابتداء شرعنا مهملا في هذه الأحكام , حتى أوضحها الله تعالى بالبيان . الثاني : أنا لو نزلنا الجواب على أحكام الحجاب , لاحتمل أن يكون الفزع الطارئ عليه أذهله عما كان يجب في ذلك له . الثالث : أنه أراد أن يستوفي كلامهما الذي دخلا له حتى يعلم آخر الأمر منه , ويرى هل يحتمل التقحم فيه بغير إذن أم لا ؟ وهل يقترن بذلك عذر لهما أم لا يكون لهما عذر فيه ؟ فكان من آخر الحال ما انكشف أنه بلاء ومحنة , ومثل ضربه الله في القصة , وأدب وقع على دعوى العصمة . الرابع : أنه يحتمل أن يكون في مسجد ولا إذن في المسجد لأحد إذ لا حجر فيه على أحد . قلت : وقول خامس ذكره القشيري ; وهو أنهما قالا : لما لم يأذن لنا الموكلون بالحجاب , توصلنا إلى الدخول بالتسور , وخفنا أن يتفاقم الأمر بيننا . فقبل داود عذرهم , وأصغى إلى قولهم .

I'raab - grammatical analysis of the Qur'an

«إِذْ» بدل من إذ السابقة «دَخَلُوا» ماض وفاعله «عَلى داوُدَ» متعلقان بدخلوا والجملة في محل جر بالإضافة «فَفَزِعَ» الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر «مِنْهُمْ» متعلقان بفزع والجملة معطوفة على ما قبلها فهي مثلها في محل جر «قالُوا» ماض وفاعله «لا» ناهية «تَخَفْ» مضارع مجزوم بلا وفاعله
مستتر «خَصْمانِ» خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالألف لأنه مثنى والجملة مقول القول «بَغى » ماض «بَعْضُنا» فاعل «عَلى بَعْضٍ» متعلقان ببغى وجملة بغى صفة لخصمان «فَاحْكُمْ» الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر «بَيْنَنا» ظرف مكان «بِالْحَقِّ» متعلقان باحكم «وَلا» الواو حرف عطف ولا ناهية «تُشْطِطْ» مضارع مجزوم والجملة معطوفة على احكم لا محل لها وجملة احكم جواب شرط مقدر لا محل لها «وَاهْدِنا» الواو حرف عطف واهدنا أمر فاعله مستتر ونا مفعوله «إِلى سَواءِ» متعلقان باهدنا «الصِّراطِ» مضاف إليه والجملة معطوفة على تشطط لا محل لها