You are here

5vs105

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

Ya ayyuha allatheena amanoo AAalaykum anfusakum la yadurrukum man dalla itha ihtadaytum ila Allahi marjiAAukum jameeAAan fayunabbiokum bima kuntum taAAmaloona

Index Terms

Click to play

Yoruba Translation

Hausa Translation

Yã ku waɗanda suka yi ĩmãni! Ku lazimci(1) rãyukanku, wanda ya ɓace bã zai cuce ku ba idan kun shiryu, zuwa ga Allah makõmarku take gabã ɗaya. Sa´an nan Ya bã ku lãbari ga abin da kuka kasance kunã aikatãwa.

O ye who believe! Guard your own souls: If ye follow (right) guidance, no hurt can come to you from those who stray. the goal of you all is to Allah: it is He that will show you the truth of all that ye do.
O you who believe! take care of your souls; he who errs cannot hurt you when you are on the right way; to Allah is your return, of all (of you), so He will inform you of what you did.
O ye who believe! Ye have charge of your own souls. He who erreth cannot injure you if ye are rightly guided. Unto Allah ye will all return; and then He will inform you of what ye used to do.

Asbabu n-Nuzuul (Occasions of Revelation)

(O ye who believe! Ye have charge of your own souls. He who erreth cannot injure you if ye are rightly guided) [5:105]. Al-Kalbi reported from Abu Salih who related that Ibn Abbas said: モThe Messenger of Allah sent a letter to the people of Hajar, whose chief was Mundhir ibn Sawa, inviting them to Islam, or to pay the Jizyah if they chose not to embrace Islam. When Mundhir ibn Sawa received the letter, he showed it to the Arabs, Jews, Christians, Sabeans and Magians who were around him. They all agreed to pay the Jizyah and disliked embracing Islam. The Messenger of Allah, Allah bless him and give him peace, wrote back to him, saying: As for the Arabs, do not accept from them except Islam otherwise they will have nothing but the sword. As for the people of the Book and the Magians, accept the Jizyah from them. When this letter was read to them, the Arabs embraced Islam while the people of the Book and the Magians agreed to pay the Jizyah. The hypocrites among the Arabs said: How strange from Muhammad! He claims that Allah has sent him to fight all people until they surrender to Allah and does not accept the Jizyah except from the people of the Book. But we only see that he has accepted from the idolaters of the people of Hajar that which he had rejected from the Arab idolaters. Allah, exalted is He, then revealed (O ye who believe! Ye have charge of your own souls. He who erreth cannot injure you if ye are rightly guided), i.e. who errs from amongst the people of the Bookヤ.

One is Required to Reform Himself First

Allah says;

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٠٥﴾

O you who believe! Take care of yourselves. If you follow the right guidance, no hurt can come to you from those who are in error. The return of you all is to Allah, then He will inform you about (all) that you used to do.

Allah commands His believing servants to reform themselves and to do as many righteous deeds as possible. He also informs them that whoever reforms himself, he would not be affected by the wickedness of the wicked, whether they were his relatives or otherwise.

Imam Ahmad recorded that Qays said,

"Abu Bakr As-Siddiq stood up, thanked Allah and praised Him and then said, `O people! You read this Ayah, يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (O you who believe! Take care of yourselves. If you follow the right guidance, no hurt can come to you from those who are in error).

You explain it the wrong way. I heard the Messenger of Allah say,

إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ وَلَا يُغَيِّرُونَهُ، يُوشِكُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِه

If the people witness evil and do not change it, then Allah is about to send His punishment to encompass them.

I (Qays) also heard Abu Bakr say,

`O people! Beware of lying, for lying contradicts faith.'''

يقول تعالى آمرا عباده المؤمنين أن يصلحوا أنفسهم ويفعلوا الخير بجهدهم وطاقتهم ومخبرا لهم أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس سواء كان قريبا منه أو بعيدا . قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : يقول تعالى إذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال ونهيته عنه من الحرام فلا يضره من ضل بعده إذا عمل بما أمرته به وكذا روى الوالي عنه وهكذا قال مقاتل بن حيان فقوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " نصب على الإغراء " لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" أي فيجازي كل عامل بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر وليس فيها دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا . وقد قال الإمام أحمد رحمه الله : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا زهير يعني ابن معاوية حدثنا إسماعيل بن أبي خالد حدثنا قيس قال : قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإنكم تضعونها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه يوشك الله عز وجل أن يعمهم بعقابه " قال وسمعت أبا بكر يقول : يا أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان . وقد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل بن أبي خالد به متصلا مرفوعا ومنهم من رواه عنه به موقوفا على الصديق وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره وذكرنا طرقه والكلام عليه مطولا في مسند الصديق رضي الله عنه وقال أبو عيسى الترمذي حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا عتبة بن أبي حكيم حدثنا عمرو بن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف تصنع في هذه الآية ؟ قال أية آية ؟ قلت قول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصابر فيهن مثل القابض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم " قال عبد الله بن المبارك : وزاد غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال " بل أجر خمسين منكم " ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح وكذا رواه أبو داود من طريق ابن المبارك ورواه ابن ماجه وابن جرير وابن أبي حاتم عن عتبة بن أبي حكيم . وقال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن الحسن أن ابن مسعود رضي الله عنه سأله رجل عن قول الله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال إن هذا ليس بزمانها إنها اليوم مقبولة ولكنه قد يوشك أن يأتي زمانها تأمرون فيصنع بكم كذا وكذا أو قال : فلا يقبل منكم فحينئذ عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل ورواه أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن ابن مسعود في قوله " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " الآية قال : كانوا عند عبد الله بن مسعود جلوسا فكان بين رجلين بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله ألا أقوم فآمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر فقال آخر إلى جنبه عليك بنفسك فإن الله يقول " عليكم أنفسكم " الآية قال فسمعها ابن مسعود فقال مه لم يجئ تأويل هذه بعد إن القرآن أنزل حيث أنزل ومنه آي قد مضى تأويلهن قبل أن ينزلن ومنه آي قد وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه آي قد وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير ومنه آي يقع تأويلهن بعد اليوم ومنه آي تأويلهن عند الساعة ما ذكر من الساعة ومنه آي يقع تأويلهن يوم الحساب ما ذكر من الحساب والجنة والنار فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا ولم يذق بعضكم بأس بعض فأمروا وانهوا وإذا اختلفت القلوب والأهواء وألبستم شيعا وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤ ونفسه وعند ذلك جاءنا تأويل هذه الآية رواه ابن جرير . وقال ابن جرير : حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا الربيع بن صبيح عن سفيان بن عقال قال : قيل لابن عمر لو جلست في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه فإن الله قال " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال ابن عمر : إنها ليست لي ولا لأصحابي لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " ألا فليبلغ الشاهد الغائب" فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم . وقال أيضا : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر وأبو عاصم قالا : حدثنا عوف عن سوار بن شبيب قال : كنت عند ابن عمر إذ أتاه رجل جليد في العين شديد اللسان فقال يا أبا عبد الرحمن نفر ستة كلهم قد قرأ القرآن فأسرع فيه وكلهم مجتهد لا يألو وكلهم بغيض إليه أن يأتي دناءة إلا الخير وهم في ذلك يشهد بعضهم على بعض بالشرك فقال رجل من القوم وأي دناءة تريد أكثر من أن يشهد بعضهم على بعض بالشرك ؟ فقال الرجل إني لست إياك أسأل إنما أسأل الشيخ فأعاد على عبد الله الحديث فقال عبد الله لعلك ترى لا أبا لك أني سآمرك أن تذهب فتقتلهم عظهم وانههم وإن عصوك فعليك بنفسك فإن الله عز وجل يقول " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم " الآية . وقال أيضا : حدثني أحمد بن المقدام حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت أبي حدثنا قتادة عن أبي مازن قال : انطلقت على عهد عثمان إلى المدينة فإذا قوم من المسلمين جلوس فقرأ أحدهم هذه الآية" عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " فقال أكثرهم لم يجئ تأويل هذه الآية اليوم . وقال : حدثنا القاسم حدثنا الحسن حدثنا أبو فضالة عن معاوية بن صالح عن جبير بن نفير قال : كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني لأصغر القوم فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقلت أنا : أليس الله يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" ؟ فأقبلوا علي بلسان واحد وقالوا : تنزع آية من القرآن لا تعرفها ولا تدري ما تأويلها فتمنيت أني لم أكن تكلمت وأقبلوا يتحدثون فلما حضر قيامهم قالوا إنك غلام حديث السن وإنك نزعت آية ولا تدري ما هي وعسى أن تدرك ذلك الزمان إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك لا يضرك من ضل إذا اهتديت . وقال ابن جرير : حدثنا علي بن سهل حدثنا ضمرة بن ربيعة قال : تلا الحسن هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " فقال الحسن الحمد لله بها والحمد لله عليها ما كان مؤمن فيما مضى ولا مؤمن فيما بقي إلا وإلى جنبه منافق يكره عمله . وقال سعيد بن المسيب : إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فلا يضرك من ضل إذا اهتديت . رواه ابن جرير . وكذا روي من طريق سفيان الثوري عن أبي العميس عن أبي البختري عن حذيفة مثله وكذا قال غير واحد من السلف . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا هشام بن خالد الدمشقي حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن كعب في قوله " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال إذا هدمت كنيسة دمشق فجعلت مسجدا وظهر لبس العصب فحينئذ تأويل هذه الآية.

"يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم" أي احفظوها وقوموا بصلاحها "لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" قيل المراد لا يضركم من ضل من أهل الكتاب وقيل المراد غيرهم لحديث أبي ثعلبة الخشني : سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك" رواه الحاكم وغيره "إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" فيجازيكم به

فيه أربع مسائل : الأولى : قال علماؤنا : وجه اتصال هذه الآية بما قبلها التحذير مما يجب أن يحذر منه , وهو حال من تقدمت صفته ممن ركن في دينه إلى تقليد آبائه وأسلافه , وظاهر هذه الآية يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس القيام به بواجب إذا استقام الإنسان , وأنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره , لولا ما ورد من تفسيرها في السنة وأقاويل الصحابة والتابعين على ما نذكره بحول الله تعالى . الثانية : قوله تعالى : " عليكم أنفسكم " معناه احفظوا أنفسكم من المعاصي ; تقول عليك زيدا بمعنى الزم زيدا ; ولا يجوز عليه زيدا , بل إنما يجري هذا في المخاطبة في ثلاثة ألفاظ ; عليك زيدا أي خذ زيدا , وعندك عمرا أي حضرك , ودونك زيدا أي قرب منك ; وأنشد : يا أيها المائح دلوي دونكا إني رأيت الناس يحمدونكا وأما قوله : عليه رجلا ليسني , فشاذ . الثالثة : روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن قيس قال : خطبنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال : إنكم تقرءون هذه الآية وتتأولونها على غير تأويلها " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ; قال إسحاق بن إبراهيم سمعت عمرو بن علي يقول : سمعت وكيعا يقول : لا يصح عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا حديث واحد , قلت : ولا إسماعيل عن قيس , قال : إن إسماعيل روى عن قيس موقوفا . قال النقاش : وهذا إفراط من وكيع ; رواه شعبة عن سفيان وإسحاق عن إسماعيل مرفوعا ; وروى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له : كيف تصنع بهذه الآية ؟ فقال : أية آية ؟ قلت : قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم " قال : أما والله لقد سألت عنها خبيرا , سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم ) , وفي رواية قيل : يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال : ( بل أجر خمسين منكم ) . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . قال ابن عبد البر قوله : ( بل منكم ) هذه اللفظة قد سكت عنها بعض الرواة فلم يذكرها , وقد تقدم , وروى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا ) قال : هذا حديث غريب , وروي عن ابن مسعود أنه قال : ليس هذا بزمان هذه الآية ; قولوا الحق ما قبل منكم , فإذا رد عليكم فعليكم أنفسكم , وقيل لابن عمر في بعض أوقات الفتن : لو تركت القول في هذه الأيام فلم تأمر ولم تنه ؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : ( ليبلغ الشاهد الغائب ) ونحن شهدنا فيلزمنا أن نبلغكم , وسيأتي زمان إذا قيل فيه الحق لم يقبل . في رواية عن ابن عمر بعد قوله : ( ليبلغ الشاهد الغائب ) فكنا نحن الشهود وأنتم الغيب , ولكن هذه الآية لأقوام يجيئون من بعدنا إن قالوا لم يقبل منهم , وقال ابن المبارك قوله تعالى : " عليكم أنفسكم " خطاب لجميع المؤمنين , أي عليكم أهل دينكم ; كقوله تعالى : " ولا تقتلوا أنفسكم " فكأنه قال : ليأمر بعضكم بعضا ; ولينه بعضكم بعضا , فهو دليل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولا يضركم ضلال المشركين والمنافقين وأهل الكتاب ; وهذا لأن الأمر بالمعروف يجري مع المسلمين من أهل العصيان كما تقدم ; وروي معنى هذا عن سعيد بن جبير وقال سعيد بن المسيب : معنى الآية لا يضركم من ضل إذا اهتديتم بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وقال ابن خويز منداد : تضمنت الآية اشتغال الإنسان بخاصة نفسه , وتركه التعرض لمعائب الناس , والبحث عن أحوالهم فإنهم لا يسألون عن حاله فلا يسأل عن حالهم وهذا كقوله تعالى : " كل نفس بما كسبت رهينة " ( المدثر : 38 ] , " ولا تزر وازرة وزر أخرى " [ الأنعام : 164 ] , وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كن جليس بيتك وعليك بخاصة نفسك ) , ويجوز أن يكون أريد به الزمان الذي يتعذر فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ; فينكر بقلبه , ويشتغل بإصلاح نفسه . قلت : قد جاء حديث غريب رواه ابن لهيعة : قال حدثنا بكر بن سوادة الجذامي عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان رأس مائتين فلا تأمر بمعروف ولا تنه عن منكر وعليك بخاصة نفسك ) . قال علماؤنا : إنما قال عليه السلام ذلك لتغير الزمان , وفساد الأحوال , وقلة المعينين , وقال جابر بن زيد : معنى الآية : يا أيها الذين آمنوا من أبناء أولئك الذين بحروا البحيرة وسيبوا السوائب ; عليكم أنفسكم في الاستقامة على الدين , لا يضركم ضلال الأسلاف إذا اهتديتم ; قال : وكان الرجل إذا أسلم قال له الكفار سفهت آباءك وضللتهم وفعلت وفعلت ; فأنزل الله الآية بسبب ذلك وقيل : الآية في أهل الأهواء الذين لا ينفعهم الوعظ ; فإذا علمت من قوم أنهم لا يقبلون , بل يستخفون ويظهرون فاسكت عنهم , وقيل : نزلت في الأسارى الذين عذبهم المشركون حتى ارتد بعضهم , فقيل لمن بقي على الإسلام : عليكم أنفسكم لا يضركم ارتداد أصحابكم , وقال سعيد بن جبير : هي في أهل الكتاب - وقال مجاهد : في اليهود والنصارى ومن كان مثلهم ; يذهبان إلى أن المعنى لا يضركم كفر أهل الكتاب إذا أدوا الجزية , وقيل : هي منسوخة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ; قاله المهدوي . قال ابن عطية : وهذا ضعيف ولا يعلم قائله . قلت : قد جاء عن أبي عبيد القاسم بن سلام أنه قال : ليس في كتاب الله تعالى آية جمعت الناسخ والمنسوخ غير هذه الآية . قال غيره : الناسخ منها قوله : " إذا اهتديتم " والهدى هنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والله أعلم . الرابعة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متعين متى رجي القبول , أو رجي رد الظالم ولو بعنف , ما لم يخف الآمر ضررا يلحقه في خاصته , أو فتنة يدخلها على المسلمين ; إما بشق عصا , وإما بضرر يلحق طائفة من الناس ; فإذا خيف هذا ف " عليكم أنفسكم " محكم واجب أن يوقف عنده , ولا يشترط في الناهي أن يكون عدلا كما تقدم ; وعلى هذا جماعة أهل العلم فاعلمه .

I'raab - grammatical analysis of the Qur'an

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» أي منادى نكرة مقصودة واسم الموصول بدل والجملة صلة الموصول.
«عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ» عليكم اسم فعل أمر بمعنى احفظوا ، والفاعل ضمير مستتر. أنفسكم مفعول به والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والميم للجمع.
«لا يَضُرُّكُمْ» يضر فعل مضارع ، والكاف مفعوله واسم الموصول.
«مَنْ» فاعله ، ولا نافية لا عمل لها ، والجملة مستأنفة.
«ضَلَّ» فعل ماض والجملة صلة الموصول لا محل لها.
«إِذَا اهْتَدَيْتُمْ» إذا ظرفية شرطية غير جازمة متعلقة بالجواب المقدر أي إذا اهتديتم فلا يضركم من ضل. واهتديتم فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعله والجملة في محل جر بالإضافة.
«إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً» إلى اللّه : متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. مرجعكم أي مرجعكم صائر إلى اللّه. جميعا حال منصوبة. والجملة مستأنفة.
«فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» الفاء عاطفة. ينبئكم فعل مضارع مرفوع والكاف مفعوله. بما جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. وجملة كنتم صلة الموصول ما وجملة تعملون في محل نصب خبر كان.

5vs48

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ