2vs36
Select any filter and click on Go! to see results
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
Faazallahuma alshshaytanu AAanha faakhrajahuma mimma kana feehi waqulna ihbitoo baAAdukum libaAAdin AAaduwwun walakum fee alardi mustaqarrun wamataAAun ila heenin
Click to play
Yoruba Translation
Hausa Translation
Sai Shaiɗan ya talãlãɓantar da su ga barinta, sai ya fitar da su daga abin da suka kasance a cikinsa. Kuma muka ce: "Sãshenku nã maƙiyi ga sãshe, kuma kuna da a cikin ƙasa matabbata da jin dãɗi zuwa ga wani lõkaci."
Asbabu n-Nuzuul (Occasions of Revelation)
Allah's statement,
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا ...
Then the Shaytan made them slip therefrom,
either refers to Paradise, and in this case, it means that Shaytan led Adam and Hawwa away from it, as Asim bin Abi An-Najud recited it.
It is also possible that this Ayah refers to the forbidden tree. In this case, the Ayah would mean, as Al-Hasan and Qatadah stated,
"He tripped them.''
In this case, فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا (Then the Shaytan made them slip therefrom) means,
"Because of the tree'', just as Allah said,
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ
Turned aside therefrom (i.e. from Muhammad and the Qur'an) is he who is turned aside (by the decree and preordainment of Allah), (51:9),
meaning, the deviant person becomes turned aside - or slips - from the truth because of so and so reason.
This is why then Allah said,
... فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ...
And got them out from that in which they were.
meaning, the clothes, spacious dwelling and comfortable sustenance.
... وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴿٣٦﴾
We said: "Get you down, all, with enmity between yourselves. On earth will be a dwelling place for you and an enjoyment for a time.''
meaning, dwelling, sustenance and limited life, until the commencement of the Day of Resurrection
Adam was very Tall
Ibn Abi Hatim narrated that Ubayy bin Ka`b said that the Messenger of Allah said,
إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ رَجُلًا طُوَالًا كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ، فَلَمَّا ذَاقَ الشَّجَرَةَ سَقَطَ عَنْهُ لِبَاسُهُ فَأَوَّلُ مَا بَدَا مِنْهُ عَوْرَتُهُ، فَلَمَّا نَظَرَ إلى عَوْرتِه جَعَلَ يَشْتَدُّ فِي الْجَنَّةِ فَأَخَذَتْ شَعْرَهُ شَجَرَةٌ فَنَازَعَهَا، فَنَادَاهُ الرَّحْمنُ: يَا آدَمُ مِنِّي تَفِرُّ ؟
Allah created Adam tall, with thick hair, just as a date tree with full branches. When Adam ate from the forbidden tree, his cover fell off, and the first thing that appeared was his private area. When he saw his private area, he ran away in Paradise and his hair got caught in a tree. He tried to free himself and Ar-Rahman called him, 'O Adam! Are you running away from Me?'
فَلَمَّا سَمِعَ كَلامَ الرَّحْمنِ قَالَ: يَا رَبِّ لَا ولَكِنِ اسْتِحْيَاء
When Adam heard the words of Ar-Rahman (Allah), he said, 'No, O my Lord! But I am shy.'
Adam remained in Paradise for an Hour
Al-Hakim recorded that Ibn Abbas said,
"Adam was allowed to reside in Paradise during the time period between the `Asr (Afternoon) prayer, until sunset.''
Al-Hakim then commented this is "Sahih according to the Two Sheikhs (Al-Bukhari and Muslim), but they did not include it in their collections.''
Also, Ibn Abi Hatim recorded Ibn Abbas saying,
"Allah sent Adam to earth to an area called, Dahna, between Makkah and At-Ta'if.''
Al-Hasan Al-Basri said that;
Adam was sent down to India, while Hawwa was sent to Jeddah. Iblis was sent down to Dustumaysan, several miles from Basra. Further, the snake was sent down to Asbahan.
This was reported by Ibn Abi Hatim.
Also, Muslim and An-Nasa'i recorded that Abu Hurayrah said that the Messenger of Allah said,
خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا
Friday is the best day on which the sun has risen. On Friday, Allah created Adam, admitted him into Paradise, and expelled him from it.
A Doubt and a Rebuttal
If one asks, "If the Paradise that Adam was thrown out of was in heaven, as the majority of the scholars assert, then is it possible for Iblis to enter Paradise, although he was expelled from it by Allah's decision (when he refused to prostrate before Adam)?''
Basically, the response to this would be that the Paradise which Adam was in, was in the heavens, not on the earth, as we explained in the beginning of our book Al-Bidayah wan-Nihayah.
The majority of scholars said that Shaytan was originally prohibited from entering Paradise, but there were times when he sneaked into it in secret. For instance, the Tawrah stated that Iblis hid inside the snake's mouth and entered Paradise.
Some scholars said that it is possible that Shaytan led Adam and Hawwa astray on his way out of Paradise.
Some scholars said that he led Adam and Hawwa astray when he was on earth, while they were still in heaven, as stated by Az-Zamakhshari.
Al-Qurtubi mentioned several beneficial Hadiths here about snakes and the ruling on killing them.
وقوله تعالى " فأزلهما الشيطان عنها " يصح أن يكون الضمير في قوله عنها عائدا إلى الجنة فيكون معنى الكلام كما قرأ عاصم فأزالهما أي فنحاهما ويصح أن يكون عائدا على أقرب المذكورين وهو الشجرة فيكون معنى الكلام كما قال الحسن وقتادة فأزلهما أي من قبل الزلل فعلى هذا يكون تقدير الكلام " فأزلهما الشيطان عنها " أي بسببها كما قال تعالى " يؤفك عنه من أفك " أي يصرف بسببه من هو مأفوك ولهذا قال تعالى " فأخرجهما مما كانا فيه " أي من اللباس والمنزل الرحب والرزق الهنيء والراحة " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " أي قرار وأرزاق وآجال - إلى حين - أي إلى وقت مؤقت ومقدار معين ثم تقوم القيامة وقد ذكر المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده وأبي العالية ووهب بن منبه وغيرهم . هاهنا أخبارا إسرائيلية عن قصة الحية وإبليس وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة ووسوسته وسنبسط ذلك إن شاء الله في سورة الأعراف فهناك القصة أبسط منها هاهنا والله الموفق . وقد قال ابن أبي حاتم هاهنا : حدثنا علي بن الحسن بن إشكاب حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه فأول ما بدا منه عورته فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة فنازعها فناداه الرحمن يا آدم مني تفر ؟ فلما سمع كلام الرحمن قال يا رب لا ولكن استحياء" . قال : وحدثني جعفر بن أحمد بن الحكم القرشي سنة أربع وخمسين ومائتين حدثنا سليمان بن منصور بن عمار حدثنا علي بن عاصم عن سعيد عن قتادة عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما ذاق آدم من الشجرة فر هاربا فتعلقت شجرة بشعره فنودي : يا آدم أفرارا مني ؟ قال : بل حياء منك قال : يا آدم اخرج من جواري فبعزتي لا يساكنني فيها من عصاني ولو خلقت مثلك ملء الأرض خلقا ثم عصوني لأسكنتهم دار العاصين " . هذا حديث غريب وفيه انقطاع بل إعضال بين قتادة وأبي بن كعب رضي الله عنهما . وقال الحاكم : حدثنا أبو بكر بن باكويه عن محمد بن أحمد بن النضر عن معاوية بن عمرو عن زائدة عن عمار بن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : ما أسكن آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ثم قال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . وقال عبد بن حميد في تفسيره حدثنا روح عن هشام عن الحسن قال : لبث آدم في الجنة ساعة من نهار تلك الساعة ثلاثون ومائة سنة من أيام الدنيا . وقال أبو جعفر الرازي : عن الربيع بن أنس قال : خرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة فأخرج آدم معه غصنا من شجر الجنة على رأسه تاج من شجر الجنة وهو الإكليل من ورق الجنة . وقال السدي : قال الله تعالى" اهبطوا منها جميعا " فهبطوا ونزل آدم بالهند ونزل معه الحجر الأسود وقبضة من ورق الجنة فبثه بالهند فنبتت شجرة الطيب فإنما أصل ما يجاء به من الطيب من الهند من قبضة الورق التي هبط بها آدم وإنما قبضها آسفا على الجنة حين أخرج منها . وقال عمران بن عيينة : عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : أهبط آدم بدحنا أرض الهند . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن عطاء عن سعيد عن ابن عباس قال : أهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها دحنا بين مكة والطائف . وعن الحسن البصري قال : أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس بدستميسان من البصرة على أميال وأهبطت الحية بأصبهان رواه ابن أبي حاتم . وقال أبو محمد بن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحرث حدثنا محمد بن سعيد بن سابق حدثنا عمر بن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن ابن عمر قال : أهبط آدم بالصفا وحواء بالمروة . وقال رجاء بن سلمة : أهبط آدم عليه السلام يداه على ركبتيه مطأطئا رأسه وأهبط إبليس مشبكا بين أصابعه رافعا رأسه إلى السماء . وقال عبد الرزاق : قال معمر أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال إن الله حين أهبط آدم من الجنة إلى الأرض علمه صنعة كل شيء وزوده من ثمار الجنة فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن هذه تتغير وتلك لا تتغير. وقال الزهري عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها " رواه مسلم والنسائي . وقال الرازي : اعلم أن في هذه الآية تهديدا عظيما عن كل المعاصي من وجوه " الأول " إنما يتصور ما جرى على آدم بسبب إقدامه على هذه الزلة الصغيرة كان على وجل شديد من المعاصي قال الشاعر : يا ناظرا يرنو بعيني راقد ومشاهدا للأمر غير مشاهد تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي درج الجنان ونيل فوز العابد أنسيت ربك حين أخرج آدما منها إلى الدنيا بذنب واحد وقال ابن القاسم : ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم قال الرازي عن فتح الموصلي أنه قال : كنا قوما من أهل الجنة فسبانا إبليس إلى الدنيا فليس لنا إلا الهم والحزن حتى نرد إلى الدار التي أخرجنا منها . فإن قيل فإذا كانت جنة آدم التي أخرج منها في السماء كما يقول الجمهور من العلماء فكيف تمكن إبليس من دخول الجنة وقد طرد من هنالك طردا قدريا والقدري لا يخالف ولا يمانع ؟ فالجواب أن هذا بعينه استدل به من يقول إن الجنة التي كان فيها آدم في الأرض لا في السماء كما قد بسطنا هذا في أول كتابنا البداية والنهاية وأجاب الجمهور بأجوبة أحدها أنه منع من دخول الجنة مكرما فأما على وجه السرقة والإهانة فلا يمتنع ولهذا قال بعضهم كما جاء في التوراة أنه دخل في فم الحية إلى الجنة . وقد قال بعضهم : يحتمل أنه وسوس لهما وهو خارج باب الجنة . وقال بعضهم : يحتمل أنه وسوس لهما وهو في الأرض وهما في السماء ذكرها الزمخشري وغيره . وقد أورد القرطبي هاهنا أحاديث في الحيات وقتلهن وبيان حكم ذلك فأجاد وأفاد .
"فأزلهما الشيطان" إبليس أذهبهما وفي قراءة فأزالهما نحاهما "عنها" أي الجنة بأن قال لهما : هل أدلكما على شجرة الخلد وقاسمهما بالله إنه لهما لمن الناصحين فأكلا منها "فأخرجهما مما كانا فيه" من النعيم "وقلنا اهبطوا" إلى الأرض أي أنتما بما اشتملتما عليه من ذريتكما "بعضكم" بعض الذرية "لبعض عدو" من ظلم بعضكم بعضا "ولكم في الأرض مستقر" موضع قرار "ومتاع" ما تتمتعون به من نباتها "إلى حين" وقت انقضاء آجالكم
فيه عشر مسائل : الأولى : قوله تعالى : " فأزلهما الشيطان عنها " قرأ الجماعة " فأزلهما " بغير ألف , من الزلة وهي الخطيئة , أي استزلهما وأوقعهما فيها . وقرأ حمزة " فأزالهما " بألف , من التنحية , أي نحاهما . يقال : أزلته فزال . قال ابن كيسان : فأزالهما من الزوال , أي صرفهما عما كانا عليه من الطاعة إلى المعصية . قلت : وعلى هذا تكون القراءتان بمعنى , إلا أن قراءة الجماعة أمكن في المعنى . يقال منه : أزللته فزل . ودل على هذا قوله تعالى : " إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا " [ آل عمران : 155 ] , وقوله : " فوسوس لهما الشيطان " والوسوسة إنما هي إدخالهما في الزلل بالمعصية , وليس للشيطان قدرة على زوال أحد من مكان إلى مكان , إنما قدرته [ على ] إدخاله في الزلل , فيكون ذلك سببا إلى زوال من مكان إلى مكان بذنبه . وقد قيل : إن معنى أزلهما من زل عن المكان إذا تنحى , فيكون في المعنى كقراءة حمزة من الزوال . قال امرؤ القيس : يزل الغلام الخف عن صهواته ويلوي بأثواب العنيف المثقل وقال أيضا : كميت يزل اللبد عن حال متنه كما زلت الصفواء بالمتنزل الثانية : قوله تعالى : " فأخرجهما مما كانا فيه " إذا جعل أزال من زال عن المكان فقوله : " فأخرجهما " تأكيد وبيان للزوال , إذ قد يمكن أن يزولا عن مكان كانا فيه إلى مكان آخر من الجنة , وليس كذلك , وإنما كان إخراجهما من الجنة إلى الأرض , لأنهما خلقا منها , وليكون آدم خليفة في الأرض . ولم يقصد إبليس - لعنه الله - إخراجه منها وإنما قصد إسقاطه من مرتبته وإبعاده كما أبعد هو , فلم يبلغ مقصده ولا أدرك مراده , بل ازداد سخنة عين وغيظ نفس وخيبة ظن . قال الله جل ثناؤه : " ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " [ طه : 122 ] فصار عليه السلام خليفة الله في أرضه بعد أن كان جارا له في داره , فكم بين الخليفة والجار صلى الله عليه وسلم . ونسب ذلك إلى إبليس ; لأنه كان بسببه وإغوائه . ولا خلاف بين أهل التأويل وغيرهم أن إبليس كان متولي إغواء آدم , واختلف في الكيفية , فقال ابن مسعود وابن عباس وجمهور العلماء أغواهما مشافهة , ودليل ذلك قوله تعالى : " وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين " والمقاسمة ظاهرها المشافهة . وقال بعضهم , وذكره عبد الرزاق عن وهب بن منبه , : دخل الجنة في فم الحية وهي ذات أربع كالبختية من أحسن دابة خلقها الله تعالى بعد أن عرض نفسه على كثير من الحيوان فلم يدخله إلا الحية , فلما دخلت به الجنة خرج من جوفها إبليس فأخذ من الشجرة التي نهى الله آدم وزوجه عنها فجاء بها إلى حواء فقال : انظري إلى هذه الشجرة , ما أطيب ريحها وأطيب طعمها وأحسن لونها فلم يزل يغويها حتى أخذتها حواء فأكلتها . ثم أغوى آدم , وقالت له حواء : كل فإني قد أكلت فلم يضرني , فأكل منها فبدت لهما سوآتهما وحصلا في حكم الذنب , فدخل آدم في جوف الشجرة , فناداه ربه : أين أنت ؟ فقال : أنا هذا يا رب , قال : ألا تخرج ؟ قال أستحي منك يا رب , قال : اهبط إلى الأرض التي خلقت منها . ولعنت الحية وردت قوائمها في جوفها وجعلت العداوة بينها وبين بني آدم , ولذلك أمرنا بقتلها , على ما يأتي بيانه . وقيل لحواء : كما أدميت الشجرة فكذلك يصيبك الدم كل شهر وتحملين وتضعين كرها تشرفين به على الموت مرارا . زاد الطبري والنقاش : وتكوني سفيهة وقد كنت حليمة . وقالت طائفة : إن إبليس لم يدخل الجنة إلى آدم بعد ما أخرج منها وإنما أغوى بشيطانه وسلطانه ووسواسه التي أعطاه الله تعالى , كما قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) . والله أعلم . وسيأتي في الأعراف أنه لما أكل بقي عريانا وطلب ما يستتر به فتباعدت عنه الأشجار وبكتوه بالمعصية , فرحمته شجرة التين , فأخذ من ورقه فاستتر به , فبلي بالعري دون الشجر . والله أعلم . وقيل : إن الحكمة في إخراج آدم من الجنة عمارة الدنيا . الثالثة : يذكر أن الحية كانت خادم آدم عليه السلام في الجنة فخانته بأن مكنت عدو الله من نفسها وأظهرت العداوة له هناك , فلما أهبطوا تأكدت العداوة وجعل رزقها التراب , وقيل لها : أنت عدو بني آدم وهم أعداؤك وحيث لقيك منهم أحد شدخ رأسك . روى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خمس يقتلهن المحرم ) فذكر الحية فيهن . وروي أن إبليس قال لها : أدخليني الجنة وأنت في ذمتي , فكان ابن عباس يقول : أخفروا ذمة إبليس . وروت ساكنة بنت الجعد عن سراء بنت نبهان الغنوية قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقتلوا ) الحيات صغيرها وكبيرها وأسودها وأبيضها فإن من قتلها كانت له فداء من النار ومن قتلته كان شهيدا ) . قال علماؤنا : وإنما كانت له فداء من النار لمشاركتها إبليس وإعانته على ضرر آدم وولده , فلذلك كان من قتل حية فكأنما قتل كافرا . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا ) . أخرجه مسلم وغيره . الرابعة : روى ابن جريج عن عمرو بن دينار عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم : بمنى فمرت حية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقتلوها ) فسبقتنا إلى جحر فدخلته , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هاتوا بسعفة ونار فأضرموها عليه نارا ) . قال علماؤنا : وهذا الحديث يخص نهيه عليه السلام عن المثلة وعن أن يعذب أحد بعذاب الله تعالى , قالوا : فلم يبق لهذا العدو حرمة حيث فاته حتى أوصل إليه الهلاك من حيث قدر . فإن قيل : قد روي عن إبراهيم النخعي أنه كره أن تحرق العقرب بالنار , وقال : هو مثلة . قيل له : يحتمل أن يكون لم يبلغه هذا الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم , وعمل على الأثر الذي جاء : ( لا تعذبوا بعذاب الله ) فكان على هذا سبيل العمل عنده . فإن قيل : فقد روى مسلم عن عبد الله بن مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار وقد أنزلت عليه : " والمرسلات عرفا " [ المرسلات : 1 ] فنحن نأخذها من فيه رطبة , إذ خرجت علينا حية , فقال : ( اقتلوها ) , فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وقاها الله شركم كما وقاكم شرها ) . فلم يضرم نارا ولا احتال في قتلها . قيل له : يحتمل أن يكون لم يجد نارا فتركها , أو لم يكن الجحر بهيئة ينتفع بالنار هناك مع ضرر الدخان وعدم وصوله إلى الحيوان . والله أعلم . وقوله : ( وقاها الله شركم ) أي قتلكم إياها ( كما وقاكم شرها ) أي لسعها . الخامسة : الأمر بقتل الحيات عن باب الإرشاد إلى دفع المضرة المخوفة من الحيات , فما كان منها متحقق الضرر وجبت المبادرة إلى قتله , لقوله : ( اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يخطفان البصر ويسقطان الحبل ) . فخصهما بالذكر مع أنهما دخلا في العموم ونبه على ذلك بسبب عظم ضررهما . وما لم يتحقق ضرره فما كان منها في غير البيوت قتل أيضا لظاهر الأمر العام , ولأن نوع الحيات غالبه الضرر , فيستصحب ذلك فيه , ولأنه كله مروع بصورته وبما في النفوس من النفرة عنه , ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية ) . فشجع على قتلها . وقال فيما خرجه أبو داود من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا : ( اقتلوا الحيات كلهن فمن خاف ثأرهن فليس مني ) . والله أعلم . السادسة : ما كان من الحيات في البيوت فلا يقتل حتى يؤذن ثلاثة أيام , لقوله عليه السلام : ( إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام ) . وقد حمل بعض العلماء هذا الحديث على المدينة وحدها لإسلام الجن بها , قالوا : ولا نعلم هل أسلم من جن غير المدينة أحد أو لا , قاله ابن نافع . وقال مالك : نهى عن قتل جنان البيوت في جميع البلاد . وهو الصحيح ; لأن الله عز وجل قال : " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " [ الأحقاف : 29 ] الآية . وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أتاني داعي الجن فذهبت معهم فقرأت عليهم القرآن ) وفيه : وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة , الحديث . وسيأتي بكماله في سورة " الجن " إن شاء الله تعالى . وإذا ثبت هذا فلا يقتل شيء منها حتى يحرج عليه وينذر , على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى . السابعة : روى الأئمة عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته , قال : فوجدته يصلي , فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته , فسمعت تحريكا في عراجين ناحية البيت , فالتفت فإذا حية , فوثبت لأقتلها , فأشار إلي أن اجلس فجلست , فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال : أترى هذا البيت ؟ فقلت نعم , فقال : كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس , قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق , فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله , فاستأذنه يوما , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة ) . فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع , فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به وأصابته غيرة , فقالت له : اكفف عليك رمحك , وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش , فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به , ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه , فما يدرى أيهما كان أسرع موتا , الحية أم الفتى قال : فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له , وقلنا : ادع الله يحييه لنا , فقال : ( استغفروا لأخيكم - ثم قال : - إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة إيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان ) . وفي طريق أخرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر - وقال لهم : - اذهبوا فادفنوا صاحبكم ) . قال علماؤنا رحمة الله عليهم : لا يفهم من هذا الحديث أن هذا الجان الذي قتله هذا الفتى كان مسلما وأن الجن قتلته به قصاصا ; لأنه لو سلم أن القصاص مشروع بيننا وبين الجن لكان إنما يكون في العمد المحض , وهذا الفتى لم يقصد ولم يتعمد قتل نفس مسلمة ; إذ لم يكن عنده علم من ذلك , وإنما قصد إلى قتل ما سوغ قتل نوعه شرعا , فهذا قتل خطأ ولا قصاص فيه . فالأولى أن يقال : إن كفار الجن أو فسقتهم قتلوا بصاحبهم عدوا وانتقاما . وقد قتلت سعد ابن عبادة رضي الله عنه , وذلك أنه وجد ميتا في مغتسله وقد اخضر جسده , ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا : قد قتلنا سيد الخز رج سعد بن عباده ورميناه بسهمي ن فلم نخط فؤاده وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن بالمدينة جنا قد أسلموا ) ليبين طريقا يحصل به التحرز من قتل المسلم منهم ويتسلط به على قتل الكافر منهم . روي من وجوه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جانا فأريت في المنام أن قائلا يقول لها : لقد قتلت مسلما , فقالت : لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم , قال : ما دخل عليك إلا وعليك ثيابك . فأصبحت فأمرت باثني عشر ألف درهم فجعلت في سبيل الله . وفي رواية : ما دخل عليك إلا وأنت مستترة , فتصدقت وأعتقت رقابا . وقال الربيع بن بدر : الجان من الحيات التي نهى النبي صلى الله عليه سلم عن قتلها هي التي تمشي ولا تلتوي , وعن علقمة نحوه . الثامنة في صفة الإنذار , قال مالك : أحب إلي أن ينذروا ثلاثة أيام . وقاله عيسى بن دينار , وإن ظهر في اليوم مرارا . ولا يقتصر على إنذاره ثلاث مرار في يوم واحد حتى يكون في ثلاثة أيام . وقيل : يكفي ثلاث مرار , لقوله عليه السلام : ( فليؤذنه ثلاثا ) , وقوله : ( حرجوا عليه ثلاثا ) ولأن ثلاثا للعدد المؤنث , فظهر أن المراد ثلاث مرات . وقول مالك أولى , لقوله عليه السلام : ( ثلاثة أيام ) . وهو نص صحيح مقيد لتلك المطلقات , ويحمل ثلاثا على إرادة ليالي الأيام الثلاث , فغلب الليلة على عادة العرب في باب التاريخ فإنها تغلب فيها التأنيث . قال مالك : ويكفي في الإنذار أن يقول : أحرج عليك بالله واليوم الآخر ألا تبدوا لنا ولا تؤذونا . وذكر ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه ذكر عنده حيات البيوت فقال : إذا رأيتم منها شيئا في مساكنكم فقولوا : أنشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم نوح عليه السلام , وأنشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان عليه السلام , فإذا رأيتم منهن شيئا بعد فاقتلوه . قلت : وهذا يدل بظاهره أنه يكفي في الإذن مرة واحدة , والحديث يرده . والله أعلم . وقد حكى ابن حبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول : ( أنشدكن بالعهد الذي أخذ عليكن سليمان - عليه السلام - ألا تؤذيننا وألا تظهرن علينا ) . التاسعة : روى جبير عن نفير عن أبي ثعلبة الخشني - واسمه جرثوم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الجن على ثلاثة أثلاث فثلث لهم أجنحة يطيرون في الهواء وثلث حيات وكلاب وثلث يحلون ويظعنون ) . وروى أبو الدرداء - واسمه عويمر - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلق الجن ثلاثة أثلاث فثلث كلاب وحيات وخشاش الأرض وثلث ريح هفافة وثلث كبني آدم لهم الثواب وعليهم العقاب وخلق الله الإنس ثلاثة أثلاث فثلث لهم قلوب لا يفقهون بها وأعين لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون بها إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا وثلث أجسادهم كأجساد بني آدم وقلوبهم قلوب الشياطين وثلث في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ) . العاشرة : ما كان من الحيوان أصله الإذاية فإنه يقتل ابتداء , لأجل إذايته من غير خلاف , كالحية والعقرب والفأر والوزغ , وشبهه . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم . .. ) . وذكر الحديث . فالحية أبدت جوهرها الخبيث حيث خانت آدم بأن أدخلت إبليس الجنة بين فكيها , ولو كانت تبرزه ما تركها رضوان تدخل به . وقال لها إبليس أنت في ذمتي , فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها وقال : ( اقتلوها ولو كنتم في الصلاة ) يعني الحية والعقرب . والوزغة نفخت على نار إبراهيم عليه السلام من بين سائر الدواب فلعنت . وهذا من نوع ما يروى في الحية . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قتل وزغة فكأنما قتل كافرا ) . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( من قتل وزغة في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك ) وفي راوية أنه قال : ( في أول ضربة سبعون حسنة ) . والفأرة أبدت جوهرها بأن عمدت إلى حبال سفينة نوح عليه السلام فقطعتها . وروى عبد الرحمن بن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يقتل المحرم الحية والعقرب والحدأة والسبع العادي والكلب العقور والفويسقة ) . واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذت فتيلة لتحرق البيت فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلها . والغراب أبدى جوهره حيث بعثه نبي الله نوح عليه السلام من السفينة ليأتيه بخبر الأرض فترك أمره وأقبل على جيفة . هذا كله في معنى الحية , فلذلك ذكرناه . وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في التعليل في " المائدة " وغيرها إن شاء الله تعالى .
I'raab - grammatical analysis of the Qur'an
«فَأَزَلَّهُمَا» الفاء عاطفة ، وأزلهما ماض ومفعوله والجملة معطوفة.
«الشَّيْطانُ» فاعل.
«عَنْها» متعلقان بأزلهما
«فَأَخْرَجَهُما» معطوفة.
«مِمَّا» من حرف جر ، ما اسم موصول في محل جر بحرف الجر وهما متعلقان بالفعل أخرجهما.
«كانا» فعل ماض ناقص والألف اسمها.
«فِيهِ» متعلقان بمحذوف خبر كانا.
«وَقُلْنَا» الواو عاطفة.
و الجملة معطوفة على جملة كانا ، وجملة كانا لا محل لها صلة الموصول.
«اهْبِطُوا» فعل أمر وفاعل والجملة مقول القول.
«بَعْضُكُمْ» مبتدأ.
«لِبَعْضٍ» جار ومجرور متعلقان بالخبر.
«عَدُوٌّ» خبر مرفوع والجملة الاسمية في محل نصب حال.
«وَلَكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر مقدم ، والواو عاطفة.
«فِي الْأَرْضِ» متعلقان بمستقر.
«مُسْتَقَرٌّ» مبتدأ مؤخر. والجملة معطوفة.
«وَمَتاعٌ» اسم معطوف على مستقر.
«إِلى حِينٍ» متعلقان بمحذوف صفة لمتاع.