You are here

36vs69

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ

Wama AAallamnahu alshshiAAra wama yanbaghee lahu in huwa illa thikrun waquranun mubeenun

Yoruba Translation

Hausa Translation

Ba Mu sanar da shi (Annabi) wãkã ba, kuma wãkã ba ta kamãta da shi (Annabi) ba. Shi (Al-ƙur´ãni) bai zama ba fãce tunãtarwa ce, da abin karãtu bayyananne.

We have not instructed the (Prophet) in Poetry, nor is it meet for him: this is no less than a Message and a Qur'an making things clear:
And We have not taught him poetry, nor is it meet for him; it is nothing but a reminder and a plain Quran,
And We have not taught him (Muhammad) poetry, nor is it meet for him. This is naught else than a Reminder and a Lecture making plain,

Asbabu n-Nuzuul (Occasions of Revelation)

Allah does not teach His Messenger Poetry

Allah says:

وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ...

And We have not taught him poetry, nor is it suitable for him.

Allah tells us that He has not taught His Prophet Muhammad poetry.

...وَمَا يَنبَغِي لَهُ ...

nor is it suitable for him.

means, he did not know how to compose it, he did not like it and he had no natural inclination towards it.

It was narrated that he never memorized a stanza of poetry with the correct meter or rhyme -- he would transpose words or memorize it incompletely.

In Ad-Dala'il, Al-Bayhaqi recorded that the Messenger of Allah said to Al-Abbas bin Mirdas As-Sulami, may Allah be pleased with him:

أَنْتَ الْقَائِلُ: أَتَجْعَلُ نَهْبِي وَنَهْبَ الْعُبَيدِ بَيْنَ الْأَقْرَعِ وَعُيَيْنَة

You are the one who said: "Do you distribute my booty and the booty of the servants between Al-Aqra` and `Uyainah.''

He said, "It is `Uyainah and Al-Aqra`.''

He said:

الْكُلُّ سَوَاء

It is all the same.

i.e., it means the same thing. And Allah knows best.

This is because Allah taught him the Qur'an, which لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (Falsehood cannot come to it from before it or behind it; sent down by the All-Wise, Worthy of all praise). (41:42)

This is not poetry, as some of the ignorant disbelievers of the Quraysh claimed; neither is it sorcery, a fabrication or a magic spell, as the misguided and ignorant people variously suggested. The Prophet was naturally disinclined to compose verse, and was forbidden to do so by Divine Law.

... إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴿٦٩﴾

This is only a Reminder and a plain Qur'an.

means, it is clear and self-explanatory to the one who ponders and comprehends its meanings,

وقوله تبارك وتعالى " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " يقول عز وجل مخبرا عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه ما علمه الشعر " وما ينبغي له " أي ما هو في طبعه فلا يحسنه ولا يحبه ولا تقتضيه جبلته ولهذا ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يحفظ بيتا على وزن منتظم بل إن أنشده زحفه أو لم يتمه وقال أبو زرعة الرازي حدثنا إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي أنه قال : ما ولد عبد المطلب ذكرا ولا أنثى إلا يقول الشعر إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره ابن عساكر في ترجمة عتبة بن أبي لهب الذي أكله الأسد بالزرقاء قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن هو البصري قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت : كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا قال أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما أشهد أنك رسول الله يقول تعالى " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " وهكذا روى البيهقي في الدلائل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه " أنت القائل : أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة فقال إنما هو بين عيينة والأقرع فقال صلى الله عليه وسلم " الكل سواء " يعني في المعنى صلوات الله وسلامه عليه والله أعلم . وقد ذكر السهيلي في الروض الأنف لهذا التقديم والتأخير الذي وقع في كلامه صلى الله عليه وسلم في هذا البيت مناسبة أغرب فيها حاصلها شرف الأقرع بن حابس على عيينة بن بدر الفزاري لأنه ارتد أيام الصديق رضي الله عنه بخلاف ذاك والله أعلم وهكذا روى الأموي في مغازيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يمشي بين القتلى يوم بدر وهو يقول " هاما " فيقول الصديق رضي الله عنه متمما للبيت : من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما وهذا لبعض شعراء العرب في قصيدة له وهي في الحماسة وقال الإمام أحمد حدثنا هشيم حدثنا مغيرة عن الشعبي عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراب الخبر تمثل فيه ببيت طرفة : ويأتيك بالأخبار من لم تزود وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة من طريق إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عنها . ورواه الترمذي والنسائي أيضا من حديث المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها كذلك ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح . وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أسامة عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار : ويأتيك بالأخبار من لم تزود ثم قال ورواه غير زائدة عن سماك عن عطية عن عائشة رضي الله عنها وهذا في شعر طرفة بن العبد في معلقته المشهورة وهذا المذكور عجز بيت منها أوله. ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود ويأتيك بالأخبار من لم تبع له بتاتا ولم تضرب له وقت موعد وقال سعيد بن عروة عن قتادة قيل لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت رضي الله عنها : كان أبغض الحديث إليه غير أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل ببيت أخي بني قيس فيجعل أوله آخره وآخره أوله فقال أبو بكر رضي الله عنه ليس هذا هكذا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني والله ما أنا بشاعر وما ينبغي لي " رواه ابن أبي حاتم وابن جرير وهذا لفظه وقال معمر عن قتادة بلغني أن عائشة رضي الله عنها سئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ فقالت رضي الله عنها : لا إلا بيت طرفة ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار ما لم تزود فجعل صلى الله عليه وسلم يقول " من لم تزود بالأخبار " فقال أبو بكر ليس هذا هكذا فقال صلى الله عليه وسلم " إني لست بشاعر ولا ينبغي لي" وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو عبد الحافظ حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن نعيم وكيل المتقي ببغداد حدثنا أبو محمد عبد الله بن هلال النحوي الضرير حدثنا علي بن عمرو الأنصاري حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط إلا بيتا واحدا. تفاءل بما تهوى يكن فلقلما يقال لشيء ما كان إلا تحققا سألت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي عن هذا الحديث فقال هو منكر ولم يعرف شيخ الحاكم ولا الضرير وثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم تمثل يوم حفر الخندق بأبيات عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ولكن تبعا لقول أصحابه رضي الله عنهم فإنهم يرتجزون وهم يحفرون فيقولون . اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا ويرفع صلى الله عليه وسلم بقوله أبينا ويمدها وقد روي هذا بزحاف في الصحيحين أيضا وكذا ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين وهو راكب البغلة يقدم بها في نحور العدو : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب لكن قالوا هذا وقع اتفاقا من غير قصد لوزن شعر بل جرى على اللسان من غير قصد إليه وكذلك ما ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار فنكبت أصبعه فقال صلى الله عليه وسلم : هل أنت إلا أصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت وسيأتي عند قوله تعالى " إلا اللمم " إنشاد إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما وكل هذا لا ينافي كونه صلى الله عليه وسلم ما علم شعرا ولا ينبغي له فإن الله تعالى إنما علمه القرآن العظيم " الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وليس هو بشعر كما زعمه طائفة من جهلة كفار قريش ولا كهانة ولا مفتعل ولا سحر يؤثر كما تنوعت فيه أقوال الضلال وآراء الجهال وقد كانت سجيته صلى الله عليه وسلم تأبى صناعة الشعر طبعا وشرعا كما رواه أبو داود قال حدثنا عبيد الله بن عمرو حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثنا شرحبيل بن يزيد المعافري عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما أبالي ما أوتيت إن أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي " تفرد به أبو داود وقال الإمام أحمد رحمه الله حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن الأسود بن شيبان عن أبي نوفل قال سألت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بسائغ عنده الشعر ؟ فقالت قد كان أبغض الحديث إليه وقال عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك وقال أبو داود حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " انفرد به من هذا الوجه وإسناده على شرط الشيخين ولم يخرجاه . وقال الإمام أحمد حدثنا قزعة بن سويد الباهلي عن عاصم بن مخلد عن أبي الأشعث الصنعاني ح وحدثنا الأشيب فقال عن أبي عاصم عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك الليلة " وهذا حديث غريب من هذا الوجه ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة والمراد بذلك نظمه لا إنشاده والله أعلم على أن الشعر فيه ما هو مشروع وهو هجاء المشركين الذي كان يتعاطاه شعراء الإسلام كحسان بن ثابت رضي الله عنه وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وأمثالهم وأضرابهم رضي الله عنهم أجمعين ومنه ما فيه حكم ومواعظ وآداب كما يوجد في شعر جماعة من الجاهلية ومنهم أمية بن أبي الصلت الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم " آمن شعره وكفر قلبه " وقد أنشد بعض الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم مائة بيت يقول صلى الله عليه وسلم عقب كل بيت " هيه " يعني يستطعمه فيزيده من ذلك وقد روى أبو داود من حديث أبي بن كعب وبريدة بن الحصيب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن من البيان سحرا وإن من الشعر حكما " ولهذا قال " وما علمناه الشعر " يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ما علمه الله الشعر " وما ينبغي له " أي وما يصلح له " إن هو إلا ذكر وقرآن مبين " أي ما هذا الذي علمناه " إلا ذكر وقرآن مبين " أي بين واضح جلي لمن تأمله وتدبره .

"وما علمناه" أي النبي "الشعر" رد لقولهم : إن ما أتى به من القرآن شعر "وما ينبغي" يسهل "له" الشعر "إن هو" ليس الذي أتى به "إلا ذكر" عظة "وقرآن مبين" مظهر للأحكام وغيرها

أخبر تعالى عن حال نبيه صلى الله عليه وسلم , ورد قول من قال من الكفار إنه شاعر , وإن القرآن شعر , بقوله : " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " وكذلك كان رسول الله صلى عليه وسلم لا يقول الشعر ولا يزنه , وكان إذا حاول إنشاد بيت قديم متمثلا كسر وزنه , وإنما كان يحرز المعاني فقط صلى الله عليه وسلم . من ذلك أنه أنشد يوما قول طرفة : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك من لم تزوده بالأخبار وأنشد يوما وقد قيل له من أشعر الناس فقال الذي يقول : ألم ترياني كلما جئت طارقا وجدت بها وإن لم تطيب طيبا وأنشد يوما : أتجعل نهبي ونهب العبي د بين الأقرع وعيينة وقد كان عليه السلام ربما أنشد البيت المستقيم في النادر . روي أنه أنشد بيت عبد الله بن رواحة : يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع وقال الحسن بن أبي الحسن : أنشد النبي عليه السلام : كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله إنما قال الشاعر : هريرة ودع إن تجهزت غاديا كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فقال أبو بكر أو عمر : أشهد أنك رسول الله , يقول الله عز وجل : " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " . وعن الخليل بن أحمد : كان الشعر أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثير من الكلام , ولكن لا يتأتى له . إصابته الوزن أحيانا لا يوجب أنه يعلم الشعر , وكذلك ما يأتي أحيانا من نثر كلامه ما يدخل في وزن , كقوله يوم حنين وغيره : ( هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ) وقوله : ( أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ) فقد يأتي مثل ذلك في آيات القرآن , وفي كل كلام ; وليس ذلك شعرا ولا في معناه ; كقوله تعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " [ آل عمران : 92 ] , وقوله : " نصر من الله وفتح قريب " [ الصف : 13 ] , وقوله : " وجفان كالجواب وقدور راسيات " [ سبأ : 13 ] إلى غير ذلك من الآيات . وقد ذكر ابن العربي منها آيات وتكلم عليها وأخرجها عن الوزن , على أن أبا الحسن الأخفش قال في قول : ( أنا النبي لا كذب ) ليس بشعر . وقال الخليل في كتاب العين : إن ما جاء من السجع على جزأين لا يكون شعرا . وروي عنه أنه من منهوك الرجز . وقد قيل : لا يكون من منهوك الرجز إلا بالوقف على الباء من قوله : ( لا كذب ) , ومن قوله : ( عبد المطلب ) . ولم يعلم كيف قاله النبي صلى الله عليه وسلم . قال ابن العربي : والأظهر من حال أنه قال : ( لا كذب ) الباء مرفوعة , ويخفض الباء من عبد المطلب على الإضافة . وقال النحاس قال بعضهم : إنما الرواية بالإعراب , وإذا كانت بالإعراب لم يكن شعرا ; لأنه إذا فتح الباء من البيت الأول أو ضمها أو نونها , وكسر الباء من البيت الثاني خرج عن وزن الشعر . وقال بعضهم : ليس هذا الوزن من الشعر . وهذا مكابرة العيان ; لأن أشعار العرب على هذا قد رواها الخليل وغيره . وأما قوله : ( هل أنت إلا إصبع دميت ) فقيل إنه من بحر السريع , وذلك لا يكون إلا إذا كسرت التاء من دميت , فإن سكن لا يكون شعرا بحال ; لأن هاتين الكلمتين على هذه الصفة تكون فعول , ولا مدخل لفعول في بحر السريع . ولعل النبي صلى الله عليه وسلم قالها ساكنة التاء أو متحركة التاء من غير إشباع . والمعول عليه في الانفصال على تسليم أن هذا شعر , ويسقط الاعتراض , ولا يلزم منه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم عالما بالشعر ولا شاعرا - أن التمثل بالبيت النزر وإصابة القافيتين من الرجز وغيره , لا يوجب أن يكون قائلها عالما بالشعر , ولا يسمى شاعرا باتفاق العلماء , كما أن من خاط خيطا لا يكون خياطا . قال أبو إسحاق الزجاج : معنى : " وما علمناه الشعر " وما علمناه أن يشعر أي ما جعلناه شاعرا , وهذا لا يمنع أن ينشد شيئا من الشعر . قال النحاس : وهذا من أحسن ما قيل في هذا . وقد قيل : إنما خبر الله عز وجل أنه ما علمه الله الشعر ولم يخبر أنه لا ينشد شعرا , وهذا ظاهر الكلام . وقيل فيه قول بين ; زعم صاحبه أنه إجماع من أهل اللغة , وذلك أنهم قالوا : كل من قال قولا موزونا لا يقصد به إلى شعر فليس بشعر وإنما وافق الشعر . وهذا قول بين . قالوا : وإنما الذي نفاه الله عن نبيه عليه السلام فهو العلم بالشعر وأصنافه , وأعاريضه وقوافيه والاتصاف بقوله , ولم يكن موصوفا بذلك بالاتفاق . ألا ترى أن قريشا تراوضت فيما يقولون للعرب فيه إذا قدموا عليهم الموسم , فقال بعضهم : نقول إنه شاعر . فقال أهل الفطنة منهم : والله لتكذبنكم العرب , فإنهم يعرفون أصناف الشعر , فوالله ما يشبه شيئا منها , وما قوله بشعر . وقال أنيس أخو أبي ذر : لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم أنه شعر . أخرجه مسلم , وكان أنيس من أشعر العرب . وكذلك عتبة بن أبي ربيعة لما كلمه : والله ما هو بشعر ولا كهانة ولا سحر ; على ما يأتي بيانه من خبره في سورة [ فصلت ] إن شاء الله تعالى . وكذلك قال غيرهما من فصحاء العرب العرباء , واللسن البلغاء . ثم إن ما يجري على اللسان من موزون الكلام لا يعد شعرا , وإنما يعد منه ما يجري على وزن الشعر مع القصد إليه ; فقد يقول القائل : حدثنا شيخ لنا وينادي يا صاحب الكسائي , ولا يعد هذا شعرا . وقد كان رجل ينادي في مرضه وهو من عرض العامة العقلاء : اذهبوا بي إلى الطبيب وقولوا قد اكتوى . روى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن إنشاد الشعر فقال : لا تكثرن منه ; فمن عيبه أن الله يقول : " وما علمناه الشعر وما ينبغي له " قال : ولقد بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أبي موسى الأشعري : أن اجمع الشعراء قبلك ; وسلهم عن الشعر , وهل بقي معهم معرفة ; وأحضر لبيدا ذلك ; قال : فجمعهم فسألهم فقالوا إنا لنعرفه ونقوله . وسأل لبيدا فقال : ما قلت شعرا منذ سمعت الله عز وجل يقول : " الم ذلك الكتاب لا ريب فيه " [ البقرة : 1 - 2 ] قال ابن العربي : هذه الآية ليست من عيب الشعر ; كما لم يكن قوله : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك " [ العنكبوت : 48 ] من عيب الكتابة , فلما لم تكن الأمية من عيب الخط , كذلك لا يكون نفي النظم عن النبي صلى الله عليه وسلم من عيب الشعر . روي أن المأمون قال لأبي علي المنقري : بلغني أنك أمي , وأنك لا تقيم الشعر , وأنك تلحن . فقال : يا أمير المؤمنين , أما اللحن فربما سبق لساني منه بشيء , وأما الأمية وكسر الشعر فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكتب ولا يقيم الشعر . فقال له : سألتك عن ثلاثة عيوب فيك فزدتني رابعا وهو الجهل , يا جاهل ! إن ذلك كان للنبي صلى الله عليه وسلم فضيلة , وهو فيك وفي أمثالك نقيصة , وإنما منع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لنفي الظنة عنه , لا لعيب في الشعر والكتابة . " وما ينبغي له " أي وما ينبغي له أن يقوله . وجعل الله جل وعز ذلك علما من أعلام نبيه عليه السلام لئلا تدخل الشبهة على من أرسل إليه ; فيظن أنه قوي على القرآن بما في طبعه من القوة على الشعر . ولا اعتراض لملحد على هذا بما يتفق الوزن فيه من القرآن وكلام الرسول ; لأن ما وافق وزنه وزن الشعر , ولم يقصد به إلى الشعر ليس بشعر ; ولو كان شعرا لكان كل من نطق بموزون من العامة الذين لا يعرفون الوزن شاعرا ; على ما تقدم بيانه . وقال الزجاج : معنى " وما ينبغي له " أي ما يتسهل له قول الشعر لا الإنشاء .

I'raab - grammatical analysis of the Qur'an

«وَما» الواو حرف استئناف وما نافية «عَلَّمْناهُ» ماض وفاعله ومفعوله «الشِّعْرَ» مفعول به ثان والجملة استئنافية لا محل لها «وَما» الواو حرف عطف وما نافية «يَنْبَغِي» مضارع مرفوع والجملة معطوفة على علمناه لا محل لها «لَهُ» متعلقان بينبغي «إِنْ» نافية «هُوَ» مبتدأ «إِلَّا» حرف حصر «ذِكْرٌ» خبر «وَقُرْآنٌ» عطف «مُبِينٌ» صفة والجملة استئنافية لا محل لها

41vs42

لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
,

53vs32

الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى

6vs90

أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ